الجمعة، 19 أكتوبر 2012

صمت الحكام العرب عن تقسيم السودان...

الكرسي أولاً!
رغم كونه يستحق لقب استفتاء الغرائب لا المصير، فلم يشهد استفتاء السودان المقبل أعجب من مباركة الأنظمة العربية لمؤامرة تقسيم السودان، بل والمشاركة في دعمها حفاظًا على كراسيهم "المخلخلة"، كأن المؤامرة لا تشمل بلادهم، وأن تنفيذها ليس إلا مسألة وقت. وشددت بعض هذه الأنظمة على حكومة السودان بضرورة الانصياع لمخطط فصل الجنوب عن الشمال، ناصحين بعدم الوقوف في مواجهة تنفيذ المؤامرة، وهو ما اتضح جليًّا في "القمة" الخماسية بالخرطوم بين رؤساء مصر، والسودان، وليبيا، وموريتانيا، ورئيس حكومة جنوب السودان، والتي تمخضت عن تكرار التعهد باحترام نتيجة الاستفتاء "المعد سلفًا" قبل أقل من ثلاثة أسابيع على إجرائه. طرحنا على الخبراء، والمحللين أسئلة الشارع حول سر تجاهل الحكام العرب لمؤامرة تقسيم السودان بل، ومباركة بعضهم لهذه المؤامرة، على الرغم من أن أثرها الأخطر على بلادهم، فإلى سطور التحقيق: ا

الأسوأ قادم:

يؤكد الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، أن المؤامرة المستمرة ضد البلاد العربية هي المسئولة عن جلب الأنظمة العربية الحالية ودعمها للقيام بدورها في مخططات التفتيت، والتي برزت بتدمير العراق، وإشاعة الفتن بالدول العربية.
ويقول: ليس من الغريب أن تظل الجامعة العربية صامتة وتغمض عينيها عن مؤامرة تقسيم السودان، فيما تتجاهل الدول العربية التدخل في الموضوع كأن الأمر لا يعنيها، موضحًا أن موقف دولنا لم يرق حتى إلى سقفه المعتاد، وهو التنديد والشجب والاستنكار. ويشير إلى أن قرار تقسيم السودان تم أخذه منذ عام 1982، وتم رسم خريطة للمنطقة العربية وفقًا للمصالح الأمريكية، كشف عنها البنتاجون الأمريكي عام 2005م، متوقعًا أن التقسيم سينال من كل بقعة في الوطن العربي قبل عام 2020م. ويوضح أن الأنظمة العربية التي تدعم المؤامرة، ولم تحرك ساكنًا تدفع ثمن بقائها في أماكنها، ولو على حساب ضياع أوطانها، مضيفًا: ولكن عندما يهز زلزال التقسيم أراضيها لن تبقى هذه العروش والكراسي، وأول من ترحل من البلاد هي هذه الأنظمة، وتترك الأوطان التي انهارت بسببها. ويرى أن الوطن العربي لن تعود له الحياة؛ إلا بعد أن يتخلص من هذه الأنظمة ويقيم أنظمة شعبية تواجه مخاطر الصهاينة، وأعداء الأمة، مؤكدًا أن مؤامرة تقسيم السودان بداية مرحلة جديدة من الهوان، والحرب الأهلية، وستكون الشعوب هي ضحية انبطاح تلك النظم للكيان الصهيوني.

العراق ثم مصر:
 ويؤكد محمد سيف الدولة، مؤسس حركة "مصريون ضد الصهيونية"، أن الأنظمة العربية تنصاع للأوامر الأمريكية التي ترفض أي مبادرات تدعو وتدعم وحدة السودان، ويستشهد قائلاً: في نهاية التسعينيات، وبداية الألفية الجديدة كانت هناك مبادرة "مصرية- ليبية" جادة هدفها الوحدة ولديها خطة لحل مشكلات الجنوب، ولكن سرعان ما تم إجهاضها بأمر من الإدارة الأمريكية التي قدمت مبادرة أخرى تمهد للتقسيم.
ويوضح أن جميع الزعماء العرب المستبدين لديهم "بطحة على رؤوسهم" ويدركون أنهم حكام غير شرعيين، وبالتالي ينصاعون لضغوط الأمريكان، ويخشون معصية أوامرهم، مضيفًا: ويوجد اتفاق بعدم تحرش أمريكا بكراسي الرؤساء المنبطحين مقابل خضوعهم للمخططات الصهيوأمريكية وبينها تفكيك الوطن العربي إلى دويلات صغيرة. ويؤكد أنه إذا لم تظهر مقاومة شعبية على امتداد الوطن العربي فسينفذ الأعداء مخططاتهم إلى نهايتها، ويتم تقسيم السودان دويلات ثم تكرار نفس الأمر بالعراق، بعد أن رفع العراقيون دعوة للكونجرس يطالبون بحق تقرير المصير، وبعدها تنتقل العدوى إلى لبنان، ثم تصل مصر عاجلاً، أو آجلاً، وقد بدأت بإشعال الفتن الطائفية من أجل التمهيد فيما بعد.




فتن متوالية!:
ويتهم د. عبد المنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية، ومدير مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة، حكام العرب بتضييع فرصة التصدي لمؤامرة التقسيم، حين أصروا منذ سنوات طويلة على تجاهل مخططاتها وإجراءاتها، وإهمال تطوير السودان ودعم وحدة جنوبه وشماله. ويؤكد أن من أخطار مؤامرة التقسيم أنها ستثير قلاقل في دول أخرى توجد بها أقليات دينية، أو عرقية، والتي قد تشارك في المؤامرة بطلب ما يسمى "حق تقرير المصير"، موضحًا أن مؤامرة تقسيم السودان هو تنفيذ لفكرة التقسيم في تقرير نشرته مجلة القوات الجوية الأمريكية حول كيفية تفتيت الوطن العربي.

دولتان أو عشرة!:
ويحمل عبد الحليم قنديل، منسق حركة كفاية، الأنظمة العربية مسئولية القيام بالدور الأكبر في تقسيم السودان برسم صورة كاذبة تدعي أن الجنوب مسيحي، والشمال مسلم، ولا يوجد أي رابطة لغوية؛ وذلك للتمهيد للانقسام، وادعاء أن من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم والانفصال. ويوضح أن ما يجرى حاليًّا هو تفتيت المقسم بمساعدة تشكيلات عائلية عصابية تسيطر على حكم الوطن العربي، وهدفها الرئيسي هو البقاء في الحكم إلى يوم يبعثون من خلال الحصول على رضا أمريكا والكيان الصهيوني. ويقول: هذه الأنظمة لا يهمها تفكيك السودان إلى دولتين أو حتى عشرة، بل ساهمت فيه كما ساهمت فيما قبله، مضيفًا ما كان لأمريكا أن تصل إلى غزو العراق بريًّا لولا دعم المجهود الحربي الأمريكي من قبل النظم العربية؛ الأمر الذي أدَّى إلى ضرب دولة العراق، والعمل على تقسيمها.


كامب ديفيد:
ويوضح أمين إسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة (تحت التأسيس) أن الانبطاح العربي استفحل بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، لتتسابق الأنظمة العربية في تنفيذ تعليمات أمريكا، وأداء أدوارهم في المؤامرة على الوطن العربي من فلسطين إلى العراق للسودان وغيرها. ويؤكد أن اهتمام الأنظمة العربية في الحفاظ تلخص في الحفاظ على كراسيها، ولو بدعم المؤامرة على بلادهم وحماية العدو الصهيوني؛ وذلك لافتقادهم الشرعية، ومعرفتهم أن انصياعهم للأوامر سيجلب لهم رضا الكيان ومن بعده أمريكا، حتى ينهوا مهامهم فتتم الإطاحة بهم أيضًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق