الاثنين، 25 يونيو 2012

الفوضى الخلاقة في السياسة الأمريكية




الإدارات الأمريكية تختزل سياساتها في التعامل مع شعبها والشعوب بالخداع والمزايدة والفوضى والإضطراب.

فالرئيس الأميركي باراك أوباما بعد مضي أكثر من نصف ولايته. يبدو أنه لا يملك من حلول لما تعانيه بلاده. أو ما تعانيه الشعوب. ووجد أن المخرج المشرف له ولإدارته وبلاده، إنما يكون باتباع أساليب الدجل والمكر والنفاق والإحتيال. فقضية الصراع العربي الصهيوني بنظره باتت قضية مستعصية، ولا حل لها. والحرب على الإرهاب، باتت حرباً لانهاية لها ولا أمل يرتجى منها. والنظام الإمبريالي دخل غرفة الإنعاش، بعدما ضربه الإفلاس ضربات قاتلة. وبلاده مهزومة وجريحة. والخروج من هذه المآزق والمشاكل بات مستحيلاً. ولذلك فعل كل ما بقدرته أن يفعله، وهو أن يوظف هذه المشاكل والمآزق والهزائم لخدمة مصالح بلاده وإسرائيل فقط. ولهذا السبب قرر أن يتقمص دور محتال من الطراز الأول. يمارس طقوس الإحتيال في كل خطوة من خطواته، وحتى في سياساته ومخططاته وتصرفاته وتصريحاته وخطاباته، ومع وزرائه وضيوفه وشعبه والعالم أجمع. وهذا بعض منها:


بروس ريدل صاحب كتاب: البحث عن القاعدة.
1. الرئيس أوباما يتلطى خلف هذه الانتفاضات والثورات والثورات المضادة، التي تجتاح البلاد العربية، ويدعي أنه أبوها وأن بلاده أمها. ويسارع بروس ريدل العميل السابق في CIA ليموه مواقف إدارته بقوله: إن هذه الثورات أنهت كثيرا من العلاقات التي نسجتها الوكالة على مر الزمن لمحاربة تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية على شاكلتها. وستقلص من نفوذ أجهزة الأمن الأميركية. ولذلك ستكون الولايات المتحدة الأميركية وأيضاً أوروبا تحت تهديد أكبر.

 
2. الرئيس باراك أوباما يجد في ما تشهده الدول العربية والإسلامية من ثورات وثورات مضادة. دليل على عدم صحة مقولة أسامة بن لادن بأن ما يعانيه المسلمين والعرب سببه السياسات الأمريكية الجائرة والعدوانية والممالئة لإسرائيل. فهذه الثورات تثبت أن ما يعانيه المسلمين والعرب سببه أنظمتهم فقط. والصراع يجب أن يكون بينهم وبين أنظمتهم. لا بينهم وبين إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية.



3. الرئيس أوباما وجد أن الشجاعة والسلامة تكمن بعدم إلتزامه بأي وعد قطعه، أو بخطة رسمها، أو بسياسة حددتها إدارته أو حزبه معالمها. فكلامه في المساء، يمحوه نور الصباح. وكلام النهار تمحوه حلكة الليل. ولذا عليه أن يكون حرا من كل إلتزام قطعه أو قد يقطعه. فالسياسة مصالح، ولضمان مصلحة بلاده عليه أن يتعامل بمنطق وقيم العاهرة. فبالعهر وحده يمكن إنقاذ مصالح بلاده.







4. الرئيس باراك أوباما وجد أن سياسة إدارة بوش والجمهوريين لنشر الفوضى الخلاقة الخشنة، كلفت بلاده خسائر فادحة. فقرر متابعة ترويج الفوضى الخلاقة بأساليب الدجل كي تكون سلسة وناعمة. وشن الحروب الناعمة، وتسخير تكنولوجيا الإتصالات ونظم المعلوماتية لتحقيق هذا الغرض. ولكن تصريح السيد جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس يفضح حقيقة نظم المعلوماتية حين قال: فايسبوك أبشع آلة تجسس تم اختراعها. وغوغل وياهو وغيرهما لديهما واجهات مدمجة للإستخبارات الأميركية، ولهم إرتباطات بأجهزة الإستخبارات الأميركية. وأن كل حرب تقريباً بدأت في الخمسين سنة الماضية كانت نتيجة لأكاذيب وسائل الإعلام. وربما هذا الدور الذي تقوم به حالياً فضائية الجزيرة.







5. والرئيس أوباما ينفذ عقيدة البروفسور ميلتون فريدمان. والتي تنص على ضرورة التصرف بسرعة خاطفة بدجل ومكر عند وقوع أزمة، لفرض تغيير سريع يصب في مصلحة بلاده قبل أن يستيقظ الجميع.



6. والرئيس أوباما يزايد على الصهاينة وحكام إسرائيل. بأنه ولو لم يكن من أصول يهودية، إلا أنه أكثر صهيونية من الجميع، وأنه وإدارته وبلاده ملتزمون بأمن إسرائيل. وهذا الإلتزام حديدي وصخري من طراز حجر الصوان، وبقساوة الماس. ولذلك لا يمكن أن يلتوي أو يتآكل أو ينكسر أو يتصدع. وأنه حين يعترض على سياسية الإستيطان، فاعتراضه نوع من خداع المسلمين والعرب. وأن أمله أن تكون إسرائيل قادرة على زرع العالم والكواكب بالمستوطنات وهذا هو كل ما يسعى إليه.



7. الرئيس أوباما يريد من ثورات ما يسميها بالربيع العربي، أن يكون دورها محصور في تطوير ديموقراطي وليس بثورة ديموقراطية. حتى لا تتغير السياسات العربية القائمة، وتعرض مصالح بلاده ومصالح إسرائيل للخطر. أي أن التغيير الديموقراطي المطلوب يجب أن يكون على الطراز والمقاس الأميركي فقط.


8. الرئيس أوباما يريد لهذه الثورات أن تكون أكثر دموية. وأن تستغل لتخريب وتدمير مؤسسات الدولة والمجتمع، كي توفر لبلاده فرصة التدخل. أو فرصة تدويل الأحداث الجارية. أو فرصة سرقة هذه الثورات وجهد الثوار لطرف ثالث يتربع على سدة الحكم. ويخدم مصالح أميركا وإسرائيل. وأن تنهمك الثورة بعدها لتغذية الأحقاد والفتن والغرق في الماضي، بدلاً من تحقيق أهدافها الحقيقية والمنشودة.


9. جهل الرئيس باراك أوباما واضح للعيان حين يتآمر على سوريا. ويجهل ما قاله السيد أندريه بارو مدير متحف اللوفر في باريس: إن على كل إنسان متمدن ومتحضر في هذا العالم. أن يقول إن لي وطنين: وطني الذي أعيش فيه وسوريا. و أوباما بتصرفاته إما أنه يتآمر على وطنه لأنه غير متمدن.




10. الرئيس أوباما كأنه يطبق مقولة هنري كيسنجر وزير الخارجية السابق والأستاذ في جامعة جورج تاون. والتي أجاب فيها على سؤال طرحه عليه الدكتور غسان الرفاعي. حين سأله: هل السلام العادل والشامل آتِ إلى الشرق الأوسط؟ فأجابه كيسنجر قائلاً: أي سلام عادل؟ إنه سلام الأمر الواقع، ألا ترى أن الشرق الأوسط برميل بارود؟ هل استسلمت اليابان إلا بعد هيروشيما، ويبدو أنكم في الشرق الأوسط لن تتأقلموا إلا بعد هيروشيما مماثلة. وكأن أوباما يريد حرقنا بالحروب والفتن.

11. الرئيس أوباما وإدارته يريدان أن يكون حاضر المسلمين والعرب دامي ومأزوم وتنتعش فيه الفتن. ومستقبلهم مظلم ومقلق وغامض، بحيث لا يمكنهم تمييز الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

12. الرئيس باراك أوباما كغيره ممن سبقوه من الرؤساء الأميركيين. يتابع تنفيذ توصيات مؤتمر كامبل بنرمان الذي عقد سراً عام 1905م بدعوة من حزب المحافظين البريطاني، وحضرته بريطانيا وهولندا وبلجيكا وأسبانيا وإيطاليا.حيث قسموا العالم إلى فئات ثلاث. وهذه الفئات هي:
• الفئة الأولى (دول الحضارة) وتضم دول أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا. وهي الدول الواجب دعمها مادياً وتقنياً في كافة المجالات كي تصل إلى المستوى المطلوب.
• الفئة الثانية: وتضم دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية. ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها، ولا تشكل تهديداً لدول الحضارة. كدول أميركا الجنوبية واليابان والصين وكوريا ودول شرق آسيا. والواجب يفرض احتوائها، ودعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديداً على دول الحضارة.
• الفئة الثالثة: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية، ويوجد تصادم حضاري معها، وتشكل تهديد لدول الحضارة. وهي بالتحديد منطقة الوطن العربي. وهذه المنطقة تعتبر الجسر الذي يصل الغرب بالشرق. وملتقى طرق العالم والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية والمحيط الهادي والمحيط الهندي. ويمر فيها الشريان الحيوي للإستعمار، ومخزونات الطاقة فيها بكميات كبيرة. والواجب يقضي بحرمانها من الدعم، واكتساب العلوم والمعارف والتقنية، وإغراقها في الفتن والإنحلال اللأخلاقي والفساد. ومحاربة أي توجه وحدوي يهدف لم شملها في دولة واحدة.

13. الرئيس أوباما الذي إعتبر أن حربه على الإرهاب ساحتها أفغانستان، أضاع فرصة وقف هذه الحرب بإعلانه انتصار بلاده فيها، ذلك بعد عملية قتله لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وحتى أنه كاد يدخل بلاده بصراع مع باكستان بسبب إتهامه لها بأنها كانت هي من توفر الملاذ الآمن لأسامة بن لادن. ولولا مسارعته مع رموز إدارته لتبرئة باكستان لكان أدخل بلاده بحرب جديدة.

14. الرئيس أوباما ورموز إدارته ثبت أنهم متعطشون لشرب دماء البشر كالمحافظين الجدد. وخارجون عن القانون والشرعية. ويمارسون عمليات السطو. ويروجون للكراهية بتصرفاتهم التالية:
• فما نشر عن سهرهم الليل لقيادة القوات لقتل رجل واحد هو أسامة بن لادن، دليل على أنهم مجرمون وإرهابيون من الطراز الأول. وهمهم طمس حقيقة أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
• تنديدهم مع حكام إسرائيل بالمصالحة الفلسطينية. دليل على أنهم يريدون إيقاد نيران الفتن.
• مصادرتهم لأرصدة لشخصيات لا تحمل الجنسية الأميركية وضمها لخزينة بلادهم عملية سطو لا تمارسها سوى عصابات السطو واللصوصية والإجرام الخارجة على الشرع والقانون.
• فرضهم عقوبات بحق رؤساء ودول مستقلة، عمل همجي وعدواني لا تقره المواثيق الدولية.


• وتدخل جيفري فيلتمان بالشأنين اللبناني والسوري، عمل بلطجة يتنافى والأعراف الدبلوماسية.
• وجهل السيدة هيلاري كلينتون بالأمور السياسية وبحقيقة مجريات الأحداث. بات مضرب مثل.

15. الرئيس أوباما يبيع العرب والمسلمين كلاماً فقط، ليس له من رصيد ولا يقبل الصرف، لأن أفعاله تجاههما تناقض كلامه 180 درجة. وهذا يعيب ويسئ لرجل السياسة وأي رئيس دولة.

16. الرئيس أوباما يريد أن يغرق الوطن العربي بالثورات ومضاعفاتها لعشرات السنين كي يحقق أربه بتمزيق كل دولة عربية إلى عدة دول، كي يوفر لإسرائيل متطلبات الأمن والطمأنينة.



17. الرئيس أوباما يعلم بما قاله بول كريغ روبرتز مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق. وهذا ما قاله حرفياً: أن الهدف من إزاحة القذافي عن السلطة في ليبيا هو إزاحة الصين من محاولتها استثمار النفط في منطقة الشرق وأفريقيا. وربما هو السبب الكامن لتقسيم السودان إلى عدة دول.

18. الرئيس أوباما بات يدحرج المشاكل كما تتدحرج كرات الثلج، وهذه الدحرجة ستفاقم المشاكل، وتحيلها إلى كتل كبيرة. إن تدحرجت ستحطم كل شيء أمامها بحيث لا تبقي لشيء من أثر.

ونسأل الرئيس باراك أوباما ماذا ستكون النتيجة حين تفتضح أساليبه الماكرة؟ وهل ستكون بلاده في مأمن من غضبة الشعوب وجيل الشباب الثائر في هذا العالم؟ وأليس من الأجدى بالرئيس أوباما وإدارته أن يكونوا أكثر حكمة، بدلاً من تصرفاتهما التي هي أشبه بتصرفات المشعوذين والمحتالين والخارجين على القانون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق