الأربعاء، 11 يوليو 2012

ســــــــــقوط الســـــــــــــودان الكبـير

ســــــــــقوط الســـــــــــــودان الكبـير. تحطـــــــــيم أمـــــــــــــه نـبيــــــــــــلة. الأهــــــــــداف الخطــة والوســــــــائل.


بعد عودته للحكم أراد الخميني أن ينتقم ويشفى غلظه وحقده الدفين لكل ما هو عربي مسلم سني، أما إن يحوله لمذهبه أو تحطيمه كلية، فلذلك وجب الحصول على ضعاف النفوس، المتسلقون سياسيا مستقلون فى ذلك التنظير فى الدين لتحقيق أهوائهم السياسية والذين لاتسندهم أى قاعدة شعبية، وهم من عطاشى السلطة، ذوو الطموحات السياسية الهزيلة المحدودة، ودعمهم لتحقيق ما يضمره الفرس من حقد وكره لكل ما هو عربي. وأخيرا وبعد فشله الذريع في تحقيق النصر على العراق، حين صرح بأنه تجرع الهزيمة كالسم ومباشرة بعد اندلاع حرب الخليج فى أغسطس 1990، وجدوا ضالتهم وبكل سهولة في بلد الطيبة والتسامح -السودان لإقناع من كان مسئولا آنذاك بتغير الأنسان السودانى عن طريق المشروع الحضارى- حيث أعلن الرئيس الأيرانى"علي أكبر هاشمي رفسانجاني" مباشرة وبعد شهر من هزيمتهم النكراء، أي فى سبتمبر 1990 تأييده التام للنظام السودانى الحاكم آنذاك فى حربه مع الجنوب معلنا إياها بالحرب الجهادية وتأجيج شرارة الفتنة الدينية الأولى بين المسلمين العرب ومواطنى السودان المسيحيين فى الجنوب ولكى يسهل تنفيذ الخطة بدأت وبدون هوادة وسابق إنذار بإزاحة كل ما هو نزيه وشريف وقمع كل من يقف فى تنفيذ مثل هذه الخطط الدنيئة وبدأت بالفعل بضرب القضاء السوداني حيث أعفي أكثر من 60 مؤهل من خيرة الكفاءات العدلية من القضاة والمحاميين السودانيون وعلى الأقل ثمانية من كفاءات المحكمة العليا من بينهم نائب رئيس القضاء وبعد كسر شوكة هذا الصرح النزيه النبيل صمام أمان العدالة والكرامة فى السودان استمروا بنفس الأسلوب ومن خلال نفس المسئولين فى التخريب، وصالوا وجالوا في السودان طولا وعرضا وأجروا فيه كل تجاربهم التخريبية وأمعـنوا في الدمار وإشعال الفتنة وقتل ومحو كل ما فيه من المعالم الحضارية والمدنية الموروثة بالبلاد من إدارة راسخة وخدمة مدنية مشهود لها، وقضاء نزيه يشار له بالبنان، ومؤسسات تعليمية عريقة وذات نوعية عالية، وجيش نظامي باسل بني على أحدث الأسس والطرق العلمية ذات الدقة والكفاءة، وتخريب مفاهيم شعب مارس الديموقراطية بحرية ودراية فردية وجماعية حيث نشأ عليها منذ حصوله على استقلاله، وضرب القيم الدينية فى ممارستة الطبيعية السلسة للدين الحنيف، حيث بدأت تخرج الفتاوى الغريبة من عراب النظام ليس على المجتمع السودانى فحسب بل على العالم الأسلامى ككل.
فالخطة هى ضرب منهجى لكل هذه المعالم العريقة التى تشكل وجه السودان المعروف والتى عرف بها فى كل المحافل الدولية، والتي ربما تحتاج دولة الفرس إلى قرون لتحقيق القدر البسيط منها. حدث كل هذا وبسرعة مذهله أى بعد ثلاثة أشهر من تأييده ومباركته لما يحدث فى السودان حيث قام رئيس نظام الفرس الحاقد هاشمي رافسانجانى بزيارة للسودان فى ديسمبر 1991 وبرفقته وفد كبير يضم 157 مسئول إيرانى من بينهم أكثر من 80 من ضباط الجيش والإستخبارات حيث وقعت اتفاقيات وبرتوكولات عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية، تم بموجبها تدريب المئات من السودانيون بواسطة الحرس الثوري الإيرانى وحرصت إيران أن تمد السودان بالبترول وشطب الديون المتبقية على السودان من عهد النميرى وعهد الشاه والبالغة 150 مليون دولار.
وذلك مقابل أن تصل إلى الهدف المنشود أى إشعال فتيل الحرب والدمار بين أبناء الوطن الواحد وقامت بإهداء طائرات الميج 23 المهربة من العراق بعد تعديلها بالإضافة الى 90 دبابة وسيارات كل ذلك لضرب الجنوب وكما بارك رفسانجانى فكرة الجهاد واستمر فى صب الزيت على النار على حسب رغبة المشرف الأعلى الغاضب الحاقد على كل ما هو مسلم سني عربي، فلتحرق النار أبناء هذا الشعب الطيب والذي تورط بالفعل فى هذا الشرك اللعين.
وما زالت عامة الشعب السوداني، وهو للأسف لا يدرى أنه يعاني من هذه الفتنة والنار المشتعلة التى يكتوى بها ليل نهار وسيجد نفسه في الحضيض كلما مر الزمن وكلما تمادى فى طيبته وتسامحه الغير محدود وانقياده إلى المجهول والخندق المظلم لأن الآلــــة الفارسية ذات الحقد الأسود لا ترحم ومازالت تضرب بيد من حديد في هذا الشعب الهش وتسحق كل مقوماته وحرقه عن بكرة أبيه بواسطة ضعاف النفوس من تسببوا ورثوا هذا الأثم وما زالوا يدافعون عنه رغم ماحدث ومايحدث من تمزق وتقهقر فى أوضاع المواطن السودانى الطيب، المتسامح، المصداقي.
وهذه هي الصفات والشخصيات المطلوبة لتطبيق مثل هذه الجريمة النكراء فى حق الشعب المسالم وما أوصلته إليه طوال العقدين الماضيين، وتتمثل فى الشخصيات الأتية:
الخـائن: الذى سلم البلد وكل أسرار مفاتيح سياستها لإيران الخمينى واستبدلها بولاية الفقيه والمشروع الحضاري وأخضعها لنظام الأمن العلوي السوري المعروف ببطشه وإجرامه.
الجـــاهل والحــاقد: الذي حطم وخرب جميع الأجهزة والمؤسسات الحكومية العريقة.
• الجيش السوداني المؤسسة الأكاديمية العسكرية المعروفة بشجاعة وأصالة رجالاتها الأمناء المخلصين وتحويله إلى بؤرة صغيرة استعراضية، على قرار حرس الثورة الإيراني، لمليشيات همجية منفلتة تنقض على الشباب وصغار السن والزج بهم في معسكرات تدريب واهية وإرغامهم على حمل السلاح وسط السكان والإستعراض به لتخويف المجتمع السوداني المسالم من ناحية أو ترحيلهم إلى مناطق العمليات العسكرية باسم الجهاد لمواجهة الجيوش ذات الخبرة والكفائة والمهنية العسكرية حيث لقي معظمهم حتفهم كالفطائس كحد قول العراف ومستورد نظرية المشروع الحضاري وفارس عرس الشهيد وشم رائحة مسك الشهداء وموزع مفاتيح الجنة.
• الإنقضاض على القضاء السوداني النزيه المشهود له بالكفاءة العالية وتسريح علمائه وإعفائهم من مناصبهم بحجة الصالح العام التي استحقوها وتبوؤهم لها عن جدارة وذلك لإبعاد كل من يجروء على قول كلمة الحق في وجه التخريب الكارثي المتعمد وإخفاء جرائم مسئولي الأمن المدربون على جميع أنواع وأشكال التعذيب بإيران وسوريا وإسكات أصواتهم ليحل محلها من يشرع ويفتى على نهج من ولاه.
• تخريب المؤسسة التعليمية المهنية العريقة. حيث حل محل النوعية التعليمية المتميزة اضمحلال التعليم بوجه عام سواء من ناحية المناهج أو اللغات أو المختبرات أو الأساتذة أنفسهم وحل محل منارة العلم السوداني المشهود له الجهل القاتل واختلت الموازين والمفاهيم وطمست الحقائق العلمية المجردة. فلا اعتراف بالجامعات السودانية فى المحافل العلمية العالمية وأصبحنا نستجدي الدول المجاورة ليس فقط لعلاج مرضانا بل لتشخيص المرض. أما التدهور المخيف في مستوى اللغة الإنجليزية والتي كان يشار لنا بالبنان لاستيعابها وتعليمها للآخرين فإننا الآن في اشد الحاجة لإتقانها وإعادتها الى ما كانت عليه. حيث يجد الخريجون الجدد مستوى إتقانهم ومعرفتهم للغة الإنجليزية أقل بكثير من أولئك الذين علمهم أباؤهم.
• ضرب الخدمة المدنية العريقة المدربة والتي تطمح معظم شعوب المنطقة في القليل من خبراتها وتسريح جميع كفاءتها للصالح العام وإرجاع هذه الخدمة المدنية المتطورة المورثة منذ مئات السنيين إلى الأطوار البدائية بإسناد الوظائف الإدارية لتصبح مجهودات فردية متناثرة منتشرة فى الشوارع للجبايات وملاحقة المواطنين في دورهم ومتاجرهم ومحلات إنتاجهم لتحصيل الأموال الخاص بهذه الفئات بدون قانون محاسبة واضح وشفاف للمواطن تكون مرجعه خزانة الدولة أى وزارة المالية.
• تحويل المؤسسات الخدمية الحكومية داخل الإدارات النظامية والتي كانت تمثل صمام الأمان والثقة بين الحكومة والمواطن إلى مؤسسات وساطة وسمسرة ووسائل رسمية للحصول على العمولات والسماح لموظفيها بالمتاجرة بمشاريع الدولة وترسينها كما يشاءون ومتى يشاءون وبالسعر الذي يرغبون. فصارت مشاريع الدولة معروضة للمتاجرة في كل مكان وعند كل وسيط ففي معظم الأحيان تكون وهمية أما إذا تم تنفيذها فدائما ما تكون فاقدة للمواصفات واهية قابلة للإنهيار قبل عمرها الإفتراضى أو حال تسليمها مضرة بصحة الإنسان يتم كل هذا حيث أزيل صمام الأمان الأدارى بالعنوة وسبق الإصرار.
• تسخير أصول الدولة الثابتة من أراضي وعقارات ووضعها في أيادى كبار موظفي الدولة لبيعها والمتاجرة بها لجني العمولات والمكاسب عن طريق شركاتهم المتسترة وذلك بحجة إيجاد دخل لتقديم الخدمات للمواطن. وهذا النوع الخطير لإستغلال موارد الدولة، أولا يتيح للمسؤول كسب العمولات من بيع الأراضي والعقارات، ثانيا يقوم بإنشاء الشركات لتنفيذ المشاريع الخدمية والتي يحددها هو كمسؤول وثالثا يرسيها تلقائيا هو أيضا كمسؤول لهذه الشركات والتى يمتلكها هو نفسه علنا أو سرا. يحدث كل هذا وليس هناك من يحاسبه وخاصة فى تنفيذ هذه المشاريع التي صارت وبالا وخسارة فادحة على المواطن الذي سلبت كل مؤسساته المكتسبة في وضح النهار وبجرة قلم. والخسارة الأفدح مما سيتكبده المواطن مرة أخرى لإصلاح كل هذا العبث وسوء التخطيط والإدارة وما حل به وما سيحل به من ضياع للوقت والمال والمضاربة بالأسعار وغلاء المعيشة والسكن بالإضافة للكوارث البيئية والصحية المتلاحقة.
• تخريب العقيدة وذلك بإدخال المذهب الشيعي البغيض على المسلمين في السودان معتنقي المذهب السني المالكي منذ الأزل. عانت ومازالت الشعوب العربية والإسلامية مثل لبنان والعراق وسوريا والبحرين والسعودية واليمن وباكستان وأفغانستان من الأذى الشيعي المتسلط على هذه الدول من دسائس وقتل وتخريب وتفجيرات وتحريض على الفتن ومحاولة تمزيق هذه الدول وإجبار شعوبها على الفرقة والشتات والتي ما زالت تعاني منه وتحاول إطفاء هذه الفتن المتلاحقة والتى وصلت الى تفرقة الفلسطينيين بعضهم البعض. فمالنا نحن وكل هذا وجعلنا ندعو هذه الحقد الأسود لدخول بلادنا التى عرفت دينا عنيفا ومذهبنا متكاملا علمنا قمة الأخلاق والتسامح. وهذا وقد بدأت الأفعى تدس سمموها بين الشباب والتغلغل واستغلال مفهوم الطرق الصوفية المحبة لأهل البيت والمادحة لهم لتحويل هذا المفهوم الراسخ السمح النبيل إلى عراك فكرى للتفرقة بين هؤلاء الشباب وتحويل فهمهم النبيل إلى تصوير مفهوم الفتنة والخلافات بين أهل البيت أنفسهم وتبنى هذه الأفكار وبذر هذه البذور الفاسدة بينهم لتنمو وتكبر على شاكلتها في الدول المذكورة الأخرى والكل يعلم أن الفتنة أشد من القتل. يحدث كل هذا في غياب مؤسسات الدولة الرسمية منه والدينية مثالها مثال ما حدث لمؤسسات الدول الأخرى.
والفاســـد والكاذب: الذى عاث وعمم الفساد وشجع جميع أجهزة الدولة لممارسته والإمعان فى الكذب.
• عم الفساد جميع مؤسسات الدولة الرسمية والمؤسسات والمرافق العامة وانتشر واستفحل فى القطاع العام والخاص.
• الفساد الاقتصادى ضرب مشاريع الدولة ذات العمود الفقري بحجة خصخصتها لعدم ربحيتها وكسر رقبتها مثل مشروع الجزيرة ليسهل العبث بها وبيعها بأبخس الأسعار لقبض الرشاوي والعمولات مثال مشروع الجزيرة، الخطوط الجوية السودانية، خطوط السكة الحديد السودانية والبنوك.
• الفساد الاجتماعى ظاهرة خطيرة عمت بعد التدهور الاقتصادى وأدت إلى التفاوت الصارخ بين طبقات المجتمع السوداني مما جعل المادة تسيطر على التصرفات العامة وانعكست على الأسرة السودانية المحافظة وعلى مفهوم الشباب وانتشار الأمراض النفسية بينهم.
• إفساد الصحة والبيئة تلوث المياه انعدام الصرف الصحي وتلويث آبار المياه الجوفية وكثرة أمراض الفشل الكلوي والأمراض الناتجة من كثرة البعوض والذباب وتردي خدمات المستشفيات إلى الحضيض واستيراد المواد والأدوية منتهية الصلاحية وغير قابلة للإستهلاك الآدمي.
• إفساد الأخلاق وتفشي المخدرات وارتكاب أبشع جرائم القتل والتصفية بما فيها أسلوب الإغتصاب الرجال والنساء على حد السواء حتى صار منهجا متبع لدى أجهزة الأمن السودانية.
• إلقاء الخطب السياسية الكاذبة ذات الألفاظ النائبة والتعمد باستعمال العبارات الوضيعة والغير معروفة قطعا فى قاموس الخطاب السياسي السوداني وذلك ليمعن فى إسماع المتلقي هذه الأنحطاطات حتى يفسد أدبياته وأخلاقه الدمثة التي جلب عليها وعرف بها.
كتب هذا المقال أعلاه في 14 فبراير 2009 واليوم وبعد ثلاثة سنوات ونحن نشاهد ما آلت اليه الحالة السودانية من الوضع المزري والحصيلة والدمار الذي حققته الآلــة الفارسية الحاقدة فى حق هذا الشعب.
أما بالنسبة للجنوبيون فوقع الفأس فى الرأس وانفصلوا كانوا مواطنون سودانيون أقيم عليهم الجهاد على حسب خطة الفتنة الإيرانية الأولى بين المسلمين والمسحيين وكان لإيران ما تريد حرب دينية من أجل حفنة من الدولارات وخسارة فادحة لمسلمي الشمال فقدان ثلث الوطن بكل موارده البشرية والطبعية ومازالت الخسائر تتوالى الواحدة تلو الأخرى بترول، معادن، حدود متنازع عليها وقبائل عربية فقدت سبل عيشها وأراضيها ومعاملة قاسية وفظة وعدائيات مستمرة لدولة صارت جارة بآلاف الكيلومترات من حدود مما سيشكل هاجس وصرف مستمر لخزينة الدولة. وسيستمر الاستنزاف مدى الحياة. لأن القضية صارت دولية تتحكم فيها مصالح عليا أقوى بكثير من السودان أو إيران.
• البلاد انشطرت إلى جزئين بالرغم من الجهاد ومفاتيح الجنة التي وعد بها شباب السودان الذين تركوا مقاعدهم فى الدراسة ومستقبلهم وطموحاتهم فى بناء بلدهم والنهوض بها وتحقيق أمالهم وآمال أسرهم وتحولوا إلى عرسان الشهداء تعزف لهم الموسيقى والإيقاعات لدمل الجرح ونسيان الجرم والظلم الذى وقع عليهم .
• الجيش السوداني العريق لا وجود له والهزائم تلاحقه فى كل الجبهات ولا حول ولا قوة له فهاهو يستعين بالشباب والفتية ويستجدي بالنفرات والدعم بمن عولوا عليه وأسندوا له مهمة حمايتهم والصون عن عرين الوطن.
• الفســاد ونهب أموال الشعب وصرفها من غير وجـه حق على الجيوب الخاصة والمقربون لكى يكونوا جزء من آلة الفساد المستشرية والجزء الثانى لأجهزة الأمن للقمع والملاحقة لكل من تسول نفسه أن يفصح عن شىء وهي نفس التوليفة المطبقة حاليا فى سوريا ونشاهد فظاعتها يوميا. وهذا بالتحديد ما وضعه الحاقدون الفرس لأذلال هذه الشعوب العربية المسلمة السنية وعلى يد أبنائها. والغرض ازدياد إشعال الفتنة بين الشعب الواحد. ولا يخفى على أى مطلع وهو يرصد بداية تحرك النعرات القبلية فى السودان.
• أما التعليم فحدث ولا حرج، يصعب أن تجد الآن أطباء أكفاء أو مهندسين يجيدون أى مهنة تستطيع أن تنافس فى سوق العمل أو قانوني يجيد عمله كما كان فى السابق مما يشار إليهم بالبنان من تمكن سواء في القانون المدني أو الشرعي. معظم الأطباء والمهندسون والقانونيون والمهنيون المؤهلون ما قبل التخريب التعليمي هم خارج البلاد يعملون ويستفيد الآخرون من علمهم ومعرفتهم. أما الأدباء والعلماء والسياسيون الشرفاء فهم يعيشون على الكفاف خارج وطنهم وبيئتهم مكتوفى الأيدى ينظرون إلى شعبهم بهذه الحالة التي يرثى لها.
• وإذا تحدثنا عن الشباب العاطل عن العمل وما أصابه من اكتئاب وإحباط عن عدم وجود فرص للعمل حتى فى المستقبل القريب، لعرفنا إفرازات هذه الخطة الحاقدة لتحطيم هذه الأدمغة المتفتحة والمتطلعة لأحلام المستقبل والعطاء لبلدهم من انتاج ورفاهية إلا أنهم سقطوا في مستنقع الحرب وحمل السلاح والكلاش من غير مبرر أو المخدرات والرذيلة والعياذ بالله وهناك من تنتظره حسينيات المهدي المنتظر والأثنى عشرية لغسل أدمغتهم ولبس العمامة السوداء والزج بهم فى القرى النائية لتجنيد آخرون من حديثى السن وترسيخ الفهم الشيعى لديهم بكل سهولة ويسر يحدث كل هذا على مرأى ومسمع من الدولة وأجهزتها التى أؤتمنت على حماية هذا الشعب هيهات هيهات.
هكذا تبدو الصورة الآن، الشعب أدرك أن الوطن فوق الطموحات السياسية الهزيلة المحدودة، والشعب يسعى ويطالب بحل ناجع لما وقعنا فيه من شرك لعين ولكن الفرسي الحاقد الذي أشعل هذه النار الموقدة يقف بعيدا وهو موجود بالخرطوم ومناطق أخرى بالسودان، وكأنه لايعلم شيئا عن الأمر كله ولكنه يحرك الأشياء كيفما يريد بواسطة من ما زالوا يعملون معه، وكأنه غير معني ليرى حصاد جرمه ولن يغمد له جفن حتى يرى رماد النار التى أشعلها ويسهل له بعد ذلك تحويل السودانيون إلى شيعة ملتزمة أوعلى على الأقل تحويل الجزء الأكبر منهم إلى طبقة مشحونون بالحقد الأسود ضد أبناء جلدتهم تماما كما فعل المجوس من قبل بمسلمي سنة إيران.
هذه هي الصورة القاتمة التى يمر بها السودان الآن بعد أن فعل به ولاة أمره كل هذا على أيدى الحاقدون الفرس وتركوه يتخبط مرة أخرى ويعلن الجهاد على جيوش مواطنيه المسلمة والمحيطة به وهى بدارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. وما زالت إيران تصب الزيت على النار، ولها من يقوم بهذا العمل القذر داخل أجهزة الدولة، حتى تشفي غلظها وترى دماء المسلمين من الشباب والنساء والأطفال مهدورة فى شوارع الخرطوم والمدن والقرى الأخرى تماما كما يحدث للشعب السوري الآن.

أهل دارفور مسلمون، أهل كردفان كذلك مسلمون وأهل جنوب النيل الأزرق هم كذلك مسلمون وشعوب مسالمة وليس فيهم شيعي واحد ولربما لم يسمعوا قط فى حياتهم بهذه الكلمة وحكومة المركز والمشروع الحضاري تشن عليهم الجهاد وتقتلهم وتحرمهم من أبسط مقومات الحياة الماء، الطعام، الدواء والعشة الصغيرة لإيوائهم. فإذا كانت حكومة المركزذات النفوذ تضع نفسها موضع المعتدي الغاشم وهي من أبناء جلدتهم وتدعي أنها مسلمة مثلهم، فهكذا يسهل علي هؤلاء المستضعفون تغيير مذهبهم واعتناق الفكر الشيعي المتربص خاصة وهو متربص قريب جدا منهم لتقديم الدعم المادي والغذاء والكساء. وهذا ما تنشده الخطة الإيرانية بإثارة الفتنة الثانية بين المسلمون في بعضهم وفعلا قد لبس الشباب والموظفون والمسئولون والوزراء والمذيعون بالتلفزيون وغيرهم من الدوائر الحكومية ملابس الجهاد معلنيين الجهاد على إخوتهم المسلمين مكرريين بذلك نفس السيناريوالذى حدث مع الجنوب. معلنين بذلك الجهاد ومندفعين لإشعال الحرب، بدلا عن وجود صيغة للتفاهم مبنية على أبسط أسس الحوار لمنع إراقة الدماء بل بالعكس كل ما التقوا لحل مشكلة انفضوا بخلق عدة مشاكل أخرى والحكومة التي هى بمثابة الأب الذى يجب أن يحرص على حل مشاكل أبنائه، تتجاهل مرة تلو الأخرى المصلحة العليا للوطن وتكبده الخسائر الفادحة وتحطيم آمال شبابه يوما بعد يوم وتقوم بإدخال الكل فى أتون الحرب وسعير الفتنة وتعذيب الضمير والضياع المتواصل وهذا بالضبط الهدف الإيرانى المنشود الذي تحققه له الدولة بكل مقوماتها وإمكاناتها المتاحة وعلى رأسها وسائل إعلامها السامة والتي لاتكف عن بث أناشيد الجهاد وحب الوطن وكأن الطرف الآخر عدو غازي آت من كوكب آخر والوطن ملك لطرف غير الآخر.
لابد من الإعتراف بأن هناك أيادي خفية تحرك كل هذا الحقد الدفين محترفة ومصرة على تحطيم هذه البلاد، بدليل أنه ليس هناك وجود لمؤسسية حكومية فاعلة تقوم بأداء واجابتها نحو الشعب ويحاسبها الشعب حين عجزها لاتخاذ قرارات حاسمة للمصلحة العليا للوطن كما هو متعارف عليه فى كل أنظمة الحكم المتحضرة فى العالم وكما تعودنا عليه نحن السودانيون فى السابق من ممارسات للديموقراطية بأرقى مفاهيمها. ليس هناك أى ربط بين كل المؤسسات الحكومية وكل منها يعمل بمعزل عن الآخر حتى تضيع الحقيقة وتحمل المسئولية والمحاسبة بل هناك عدة قرارت من عدة جهات مرة متضاربة ومرة عارية من المنطق والحقيقة والصدق ومرة استفزازية ومليئة بالنفاق، ومسيئة لسمعة البلاد داخليلا وخارجيا وهي بالتالي قصد منها تخويف وتهديد المواطنين لكي يفقدوا الثقة بأنفسهم وأمنهم. وحقيقة الأمر ليس هناك حكومة ملموسة لها صلاحيات وعليها التزامات قانونية نحو المواطن الذى ينتظر وما زال مغيبا وإرهاقه بالضغط عليه يوميا وتحميله كل أنواع المشاكل واحدة تلو الأخرى ويطلب منه أن يتحملها، فهذا نوع خبيث من الحكم من ناحية يرمي بالفرد إلى الجهالة وخلق نوع مبهم من أساليب الحكم لم يمارس حتى فى القرون الوسطى يسلط على تخريب مكتسبات الشعوب وسلب جميع حريتها وحرمانها من التفكير والتعبير وتجريدها من نبل أخلاقها وأصل معدنها وبث أساليب الفساد والرشوة لشراء سكوت المسؤولين والصحافيين أو فضح أو إقصاء كل من يدلى بالحقيقة ومن ثم يسهل عجنها وغسل أدمغتها لتسير فى فلك تلكم الأيدي الخفية التي تختبيء وراء نظرية المهدي المنتظر تماما كما حدث فى سوريا خلال الأربعة عقود الماضية.
ومن ناحية أخرى ترمي إلى تجويع الفرد وتضييق معيشته واضطراره لمد يده وارتكاب سوء الأخلاق واللجوء إلى أصحاب السلطة لقبول مبادء حكم الجهالة والضياع وهذه هي السياسات الاقتصادية التي ارتكبت فى حق المواطن حتى تحل به المهانة ويطره الأمر للإنصياع.
• تصفية كوادرالجامعات والأطباء والقضاء والخدمية المدنية والقوات النظامية وإحالة معظمها للمعاش أو بالأحرى الضياع.
• حرمان المواطنون من فرص العمل وأصبحت متاحة فقط لمن هو ملتزم بهذا الحكم أو من يقبل بالإنضمام لركبه ولحزبه.
• ضرب وتكسير المؤسسات الحكومية المنتجة سواء كانت داخل الخدمة المدنية أو القطاعات الشبه حكومية وتحويلها إلى قطاع خاص يدار بواسطة المنتمين للسلطة حيث يسهل نهبها واستغلال نفوذ الدولة المتاحة مثل الإعفاءات الجمركية والضرائب وتخصيص الأراضى والتسهيلات بدون حدود وذلك ليسهل عليها تسيير أمورها ويتحكم فى إدارة هذه المؤسسات صغار السن عديمي الخبرة والمعرفة بأسس مباديء العمل مما أشان بسمعة السودان فى المحافل التجارية العالمية وجعله عرضه للنصابين والمحتالين ومرتعا خصبا للبضائع الفاسدة والغير صالحة للإستهلاك الآدمي والمشاريع الفاشلة والأسمدة الضارة بالإنسان والحيوان والأرض وماحدث أعظم. ويتحمل كل هذا العبث والضياع والزمن المهدور والأمراض المترتبة على ذلك المواطن المبعد عن المشاركة فى شؤون بلاده بل تنعكس على معيشته وحياته اليومية ويعيش أحلك الظروف. وتكبيده ما فوق طاقته ويضرب وتهان كرامته ويبطش به إذا ما أراد أن يعبر عن سخطه لهذا الوضع المزري.
• خلق مؤسسات جديدة غريبة الهوية شاذة التركيبة تحمل صفات اقتصادية تجارية منحت لها بالمجان أصول مهمة أساسية وسيادية للدولة مثل البترول والمعادن والأراضي العقارية والزراعية وتجارة الإستيراد والتصدير وتتمتع بكل صلاحيات مؤسسات الدولة وهذا عرف جديد فى مفهوم العمل التجاري خاصة غذا عرفنا أن مهمة هذه الشركات والتي تسمى بشركات الأمن أن تصرف على أجهزة الأمن المتعددة من موظفين وسيارات ومعدات للقمع ومنازل وترحيل وغذاء وكساء وليس لديها كشوفات موازنة توضح فيها حسابات الأرباح والخسائر ودورة رأس المال وقيمة الأصول التي استبيحت عنوة من الشعب وهل سددت قيمتها أم ذهبت هباءا منثورا؟ يا لها من مهزلة الدولة بالجهالة تستبيح أموال الشعب وعرق جبينه ويتاجر بها لكي تدفع رواتب ومخصصات لرجال الأمن الذين تخصصوا فى ضرب المواطن وتحقيره ومذلته. يا للحقارة والإستخفاف بهذا الشعب الصبور. إحتكار كامل للتجارة ونسف المؤسسات العريقة الحكومية والخاصة ومحيها من الخارطة التجارية حتى تضطر لإعلان إفلاسها وتسريح منسوبيها ووقف إنتاجها وخراب بيوتها. يتم كل هذا وفقا للمخطط والوسائل التي وضعها الحاقد الفارسى ويقوم بتنفيذها للأسف الشديد أبناء هذا البلد.

ونتيجة لهذه السياسات وصلنا إلى الأوضاع السيئة الآتية التي وضعت الإنسان السوداني في مؤخرة الدول الفقيرة والفاشلة:
• العطالة المتفشية بين الشباب وجميع قطاعات الشعب السودانى وليس هناك بصيص أمل لوجود فرص عمل حاضرا أو مستقبلا مما جعل البحث عن الهجرة للعمل خارج السودان المخرج الوحيد لهذه الأزمة.
• المعيشية اليومية صارت مستحيلة نسبة (لتدني الأجور وغلاء الأسعار).
• الوضع الصحي، سوء الخدمات الصحية واحتقار مهنة الطبيب بوجه عام وعدم توفر المستشفيات والعلاج وعدم توفير الأدوية الضرورية ومراقبة الأدوية المغشوشة نافذة الصلاحية بالإضافة لغلاء أجور العلاج بالنسبة للمواطن العادي.
• الخدمات الأساسية والضرورية لحياة الإنسان (انقطاع الماء والماء الملوث، انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعارها).
• الصرف الصحي بقيت الشبكة القديمة على ما كانت علية منذ عهد الفريق عبود واعتمد حفر الآبارالصحية حيث تلوثت البيئة والمياه السطحية والتى ما أحوج الإنسان لهذه المياه النادرة النقية وكثرت الأمراض الفتاكة قد تصل إلى الفشل الكلوي والتي تكلف الكثير الذي لايستطيع المواطن دفعه.
• المواصلات برا وبحرا وجوا كلها سيئة والحوادث المتتالية خير دليل على عدم كفاءتها.
• الصناعة والزراعة بدون مدخلات أو معدات أو طاقة متوفرة وبالتالي ليس هناك إنتاج يذكر.
• وأخيرا العملة السودانية وقد سقطت وانهارت وتبدل الجنية السودانى القوي الذى ترك بكامل غطاءه من الذهب ويعادل ما قيمته أكثر قليلا من الجنية الأسترليني وبعد ما كان بهذه القوة تحول وتبدل إلى أشكال مختلفة وقيم متدنية إلى أن صار خرقة بالية لاقيمة لها.

يصحو المواطن صباح كل يوم ليواجه كل هذه المشاكل وغيرها الكثير وهو محبط ويزداد فى الإحباط عندما يطلب منه أن يتحمل كل الكوارث الاقتصادية من أجل الوطن وعزته والتنديد بالعدو القادم من الخارج وتحذيره من المؤامرات التي تحاك ضده من غير إطلاعه على حقيقة الأمر أو وضع اليد على موضع الخلل أو تحريك أي ساكن لمحاسبة المسؤول وكيف يمكن لكل هذا أن يتم وليس هناك أي وجود لحكومة متجانسة مترابطة تخطط وتنفذ وتحاسب وتحاسب. بل يكتفى بخطبة أو كلمة جوفاء على التلفاز، مصحوبة بنشيد عازة فى هواك وبأعلى صوت، أو كلمات جوفاء داخل البرلمان لا تغني ولا تسمن من جوع.
ثم ماذا بعد كل هذا الدمــار والخراب ماذا جنى وماذا ينتظر الإيرانى الحاقد أن يجني:
• تدمير كامل لجميع مؤسسات الدولة السودانية الحديثة، إدارية، تعليمية، صحية، نظامية وحتى الدينية وتكسير مفاصلها حتى لا تسطيع النهوض مرة أخرى.
• إفساد معدن المجتمع السوداني المتسامح والمترابط وإحلال الفساد وإشعال الفتنه بين أبنائه وقبائله وحتى وجوده وتشكيكه فى هويته.
• إشعال الحقد والحسد بين أبنائه حتى تشتعل النار وتحترق الأرض وتسيل الدماء على أرضه الطاهرة.

حتما سينتفض الشعب على هذا الكابوس الخبيث الذى لا رأس له ولا قعر ولا لون له ولا طعم ولا ذمة ولا ضمير. نبت شيطاني وصفه رحمة الله عليه الطيب صالح عندما قال " من هؤلاء ومن أين أتوا ". بل (هم الفرس الحاقدون علينا وأتوا من إيران). حتما سينقضوا عليه أحفاد من هزموا غوردون وجبروته وأشعلوا أكتوبر وأبريل لمن تجرء بالمساس بهم وكرامتهم.
أما الآن أنتم أيها المجوس قتلة سيدنا عمر -رضي الله عنه- أصحاب الحقد والفتن هيهات أن تنالوا من هذا الشعب، لقد أتيتم لتدنسوا أرض السودان بأفكاركم المنحطة البالية المضلة المضللة أرض الطهارة والتاريخ، أرض الشجعان الذين لايهابون في إعلاء كلمة الحق لومة لائم، وسيكون هذا آخر عهد لكم ولدسائسكم فى أرض المك نمر، ومهيرة بنت عبود، وعلي عبد اللطيف وأرض الشهداء الذين سالت دمائهم في معركة كررى وأم دبيكرات لطرد كل من طالت عمامتة أو حتى اسودت من الحقد والكراهية.
إقرأوا تاريخ الشعوب جيدا واحذروا غضب الحليم. واعلموا سيخذلكم حتما حتى من وعدتم ورشوتم. وتأكدوا أن السودانيون يعلمون وجود أماكنكم وتجمعاتكم وأين تختبئون.

أما بالنسبة للسودانيون الذين وقعوا في هذا الشرك اللعين عليهم أن يفيقوا الآن ويرجعوا لصوابهم والوقوف مع أهلهم لمنع إشعال هذه الفتنة القذرة القادمة لا محالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق